قرارات غير مدروسة تهدد مستقبل ناشئي كرة القدم في مصر

قرارات غير مدروسة تهدد مستقبل ناشئي كرة القدم في مصر
تشهد كرة القدم المصرية موجة من الغضب المتصاعد في أوساط اللاعبين الناشئين وأولياء أمورهم، بسبب قرارات "غير مدروسة" تصدر بشكل متكرر من الجهات المسؤولة عن إدارة مسابقات الناشئين، وعلى رأسها الاتحاد المصري لكرة القدم.

وتتمثل أبرز هذه القرارات في إلغاء دوري الجمهورية لأعمار السنوات الزوجية، والذي يعد المسابقة الأهم والأقوى في مراحل الناشئين، ويشكل ركيزة أساسية في تطوير اللاعبين الشباب داخل الأندية الكبرى والصغرى على حد سواء.

فمع كل موسم جديد، يفاجأ اللاعبون الناشئون وأولياء أمورهم بقرار متكرر من الاتحاد المصري لكرة القدم بإلغاء دوري الجمهورية لمواليد السنوات الزوجية، والاكتفاء بخوضهم مسابقات المناطق والقطاعات، التي لا ترقى لمستوى الطموحات الفنية أو التنافسية. والموسم المقبل 2025-2026 ليس استثناء، حيث تقرر إلغاء المسابقة لمواليد 2008 و2010، رغم أنها الفئة العمرية التي تضم آلاف اللاعبين على مستوى الجمهورية.

هذا القرار يضرب في الصميم فرص مئات اللاعبين الذين اجتهدوا طيلة الموسم في فرقهم، خاصة وأن الأندية تضطر بعد كل قرار مماثل إلى تسريح فرق كاملة مكونة من 30 إلى 35 لاعبا، مع الإبقاء فقط على العناصر المميزة، وضمها للفرق الأكبر سنا مثل ضم بعض لاعبي 2008 إلى فريق 2007 للمشاركة في دوري الجمهورية.

ويترتب على هذا القرار خسارة جيل كامل من اللاعبين، وإضعاف القاعدة الأساسية للمنتخبات الوطنية المستقبلية، فضلا عن الإضرار بالنواحي النفسية والرياضية للناشئين الذين يشعرون بالإحباط بعد سنوات من التدريب والمجهود دون فرصة فعلية للمشاركة او الإستمرار حتى الوصول للفريق الأول.

وبالرجوع إلى الأسباب غير المعلنة بشكل رسمي، يتبين أن تفكير اتحاد الكرة بات ينحصر فقط في الأعمار السنية التي تشارك في بطولات الأمم الإفريقية للشباب والناشئين، والمؤهلة بدورها إلى كأس العالم، بالإضافة إلى الدورات الأولمبية التي تقام كل 4 سنوات، وبالتالي فإن كل الفئات التي لا تدخل ضمن هذه الحسابات يتم تجاهلها بالكامل، بغض النظر عن تأثير القرار على مستقبل اللاعبين أو على البنية الكروية في البلاد.

لكن يبقى السؤال الجوهري: هل الهدف من قطاع الناشئين في مصر هو مجرد إعداد فرق لخوض مشاركات قارية محددة ؟ ، أم أن الهدف الحقيقي يجب أن يكون بناء قاعدة عريضة من اللاعبين عبر مسابقات منتظمة، تتيح الفرصة لكل موهبة لأن تتطور وتظهر وتنافس في بيئة كروية عادلة وصحية ؟؟

إن الاعتماد فقط على الفئات المشاركة في بطولات القارية والدولية يفرغ قطاع الناشئين من مضمونه الحقيقي، ويحوله إلى مشروع موسمي مؤقت، بدلا من أن يكون أساسا لتخريج أجيال من اللاعبين القادرين على تمثيل الأندية والمنتخبات بشكل دائم.

أجيال كاملة تهدر بسبب قرارات إدارية غير مدروسة، في وقت تتطلب فيه الكرة المصرية إعادة نظر شاملة في فلسفة بناء اللاعب منذ الصغر. المطلوب ليس فقط منتخبات تتأهل بالصدفة لبطولة أو دورة واحدة عالمية، بل منظومة متكاملة تنتج لاعبين مؤهلين كل موسم، وتمنح كل موهبة فرصة عادلة للنمو والتطور.

هل يحاول اتحاد الكرة ان يدرس التجارب الخاصة بإعدادا الناشئين في الدول الأوروبية، او حتى في الدول الافريقية التي اصبحت متقدمة في قطاعات الاكاديميات واعداد الناشئين مثل المغرب والسنغال ؟؟

وإن كنا نحلم بوجود أكثر من محمد صلاح وعمر مرموش في الدوريات الأوروبية، فالأمر لا يتطلب فقط مواهب طبيعية، بل منظومة متكاملة تبدأ من البنية التحتية، مرورا بالمدربين، ووصولا إلى سياسة واضحة في إدارة مسابقات الناشئين.

وفي النهاية، سنسلط الضوء في المقالات القادمة على التجارب الناجحة لقطاعات واكاديميات الناشئين في الدول الاوروبية والافريقية، للمحاولة في بناء نموذج علمي حقيقي مستلهم من التجارب الدولية.

فالكرة الأن في ملعب الإتحاد المصري، إما البدء في نموذج علمي حقيقي ناجح، أو الاستمرار في تضييع الأجيال والاعتماد على الحظ في ظهور نجم كل عشر سنوات.





تابع ايضاً

سجل حسابك واشترك فى مسابقات لايف 90 واعرف اخر الاخبار الحصرية

سجل حسابك وتابع دورياتك والفرق المفضلة لك واعرف اخر الاخبار بكل سهولة واشترك في المسابقات ورد من فرصة فوزك بأفضل الهداية

تسجيل الدخول