لا تعتمد كرة القدم على حسابات العقل والمنطق في بعض الأحيان، وهو ما يضفي على اللعبة درجة عالية من الإثارة لدى الجماهير التي تتفاعل مع تلك الأحداث بكامل كيانها سواء كان ذلك الانتماء لأحد الأندية أو لمنتخب البلد، وهنا سنبدأ في استعراض سلسلة المنتخبات التي تلاعبت بأحلام جماهيرها في تاريخ كرة القدم بلغة الأرقام، وستكون البداية من القارة الأوروبية والمنتخب الإسكتلندي !
لن تنتظر الجماهير الإسكتلندية من منتخبها المنافسة على الألقاب سواء باليورو أو بالمونديال، إلا أنه يبقى المنتخب الوحيد بالقارة الأوروبية الذي خاض 12 بطولة كبرى (8 مونديال و4 يورو) دون أن يجتاز حاجز الدور الأول في أي مناسبة، وذلك بالرغم من اعتماد قوامه الأساسي على لاعبي البريميرليج، وهنا سنرصد أبرز القصص الحزينة للكرة الإسكتلندية
رفض هدية القدر في 1986
∙ امتلك المنتخب الإسكتلندي جيلاً رائعًا عند مشاركته في مونديال 1986 من خلال لاعبين أمثال جوردون ستراخان وسونيس وستيف أرشيبالد وستيف نيكول بقيادة المدير الفني أليكس فيرجسون الذي سيتحول لأسطورة مانشستر يونايتد الإنجليزي فيما بعد، وهو ما جعل طموح الجماهير كبيرًا
∙ صدمت إسكتلندا جماهيرها بالخسارة أمام الدنمارك بهدف نظيف ثم أمام الألمان بنتيجة 1-2 إلا أن القدر أراد منحهم فرصة الصعود كأفضل الثوالث في لقاء أوروجواي الختامي الذي شهد طرد مدافع المنافس خوزيه باتيستا بعد مرور 56 ثانية فقط من عمر اللقاء إلا أن المنتخب الإسكتلندي رفض هدية القدر، وتعادل سلبيًا ليودع المونديال من الدور الأول
فارق الأهداف كلاكيت ثالث مرة
∙ ودع المنتخب الإسكتلندي مونديال 1974 من الدور الأول بسبب فارق هدف وحيد عن البرازيل في سيناريو محبط تكرر بشكل أكثر قسوة على الجماهير في النسخة التالية عام 1978، عندما ودعوا البطولة رغم الفوز على الجيل الذهبي لهولندا بنتيجة 3-2 إلا أن التعادل أمام الوافد الجديد إيران قبلها كان القشة التي أجهزت على أحلامهم، ليتكرر الأمر للنسخة الثالثة على التوالي عام 1982، ولكن أمام الاتحاد السوفيتي تلك المرة !
البداية الزائفة والنهاية بالكابوس المغربي
∙ قدم المنتخب الإسكتلندي أداءً نال استحسان العالم في افتتاح مونديال 1998 أمام البرازيل رغم الخسارة بنتيجة 1-2، مما عزز من فرصهم للتأهل إلا أن الفريق تعادل بعدها أمام النرويج بنتيجة 1-1 قبل السقوط المدوي أمام المغرب في الجولة الأخيرة بثلاثية نظيفة ليتذيل مجموعته في سيناريو لم يتوقعه أشد المتشائمين باسكتلندا
فارق الهدف يعود باليورو
∙ كان المنتخب الإسكتلندي على بعد هدف وحيد من التأهل لربع نهائي يورو 1996 إلا أنه لم يستثمر الخسارة المدوية لهولندا أمام إنجلترا بنتيجة 1-4، ليكتفي بالفوز على سويسرا بهدف يتيم جعله يودع البطولة لصالح الطواحين الهولندية بفارق هدف وحيد، ليعيد الذكريات المونديالية التعيسة لجماهيره
جيران إسكتلندا يتفوقون
∙ إذا نظرت للدول المجاورة لإسكتلندا، ستجدها لم تمتلك تلك الأسماء اللامعة إلا أنها قد نجحت في ترك بصمتها على الساحة الدولية، فبلغ منتخب إيرلندا ربع نهائي مونديال 1990 ودور الـ16 في نسخة 2002 بالإضافة لبلوغه دور الـ16 بيورو 2016، فيما بلغ منتخب إيرلندا الشمالية ربع نهائي مونديال 1958 والدور الثاني بنسخة 1982 بالإضافة للتأهل لدور الـ16 بيورو 2016، في الوقت الذي حققت فيه دولة ويلز الصغيرة إنجازًا كبيرًا ببلوغ نصف نهائي يورو 2016 وربع نهائي مونديال 1958، وهو ما يعمق من شعور الجماهير الإسكتلندية بخيبة الأمل على مدار تاريخهم !