كتب الهلال السعودي تاريخًا جديدًا لنفسه وللكرة السعودية بتأهله إلى ربع نهائي بطولة كأس العالم للأندية 2025 في شكلها الجديد، وذلك بعد إقصاء العملاق الإنجليزي مانشستر سيتي عقب ملحمة كروية استمرت لمدة 120 دقيقة، ولكن لماذا حقق الهلال ما فشلت فيه باقي الأندية العربية والإفريقية بالبطولة؟
1- القوة المالية والتنظيم الإداري
∙ شهدت الكرة السعودية طفرة كبيرة في الموسمين الأخيرين، فيما يتعلق بقدرات الأندية المالية، مما جعلها قادرة على استقطاب مجموعة من أفضل اللاعبين والمدربين على الصعيد العالمي، حتى بات الدوري السعودي منافسًا شرسًا للدوريات الأوروبية الكبرى في صراع الصفقات خلال فترات انتقالات اللاعبين؛ فضمت قائمة الهلال مجموعة من اللاعبين الذين سبق لهم اللعب في الدوريات الكبرى مثل البريميرليج، الليجا والكالتشيو مما أصقل شخصية الفريق بشكل كبير في ذلك المحفل العالمي الرفيع، ليظهر ندًا لأندية بحجم ريال مدريد ومانشستر سيتي.
∙ لن يكون من الإنصاف اختزال نجاح الهلال في القوة الشرائية الكبيرة فقط، فالكرة السعودية تملك هيكلاً إداريًا محترمًا لا يقل بأي حال من الأحوال عما هو الحال بالدوريات الأوروبية الكبرى، وهو ما ساعد بالطبع على استقطاب الأسماء اللامعة سواء من المدربين أو اللاعبين الذين لم يشعروا باختلاف الأجواء هناك.
2- التحدي الشخصي للاعبي الهلال
∙ قدم الهلال السعودي موسمًا مخيبًا على الصعيد المحلي والقاري إلا أن الوضع اختلف تمامًا في كأس العالم للأندية في ظل رغبة لاعبيه بالتعبير عن قدراتهم الحقيقية بذلك المحفل الكبير علاوةً على التحدي الشخصي الكامن لدى محترفي الزعيم بضرورة إثبات عدم انتهاء صلاحيتهم الكروية لمجرد الرحيل عن الدوريات الأوروبية، فلعبت أسماء مثل ياسين بونو، كوليبالي، سافيتش، نيفيز، كانسيلو، مالكوم وليوناردو دورًا محوريًا في ذلك الإنجاز التاريخي، ليتأكد الجميع أنه قد بات للدوري السعودي قيمة فنية لافتة ستكون منافسًا قويًا لنظيرتها الأوروبية بالسنوات المقبلة.
3- سحر إنزاجي
∙ أثبت سيميوني إنزاجي نفسه بقوة على ساحة المدربين العالمية في السنوات الأخيرة، فالمدرب الإيطالي كان قريبًا للغاية من تحقيق إنجاز الفوز بالكالتشيو مع لاتسيوعام 2020 لولا توقف المسابقة الاضطراري بسبب الجائحة، ليفقد اللقب لصالح يوفنتوس بنهاية الأمر إلا أن ذلك لم يمنعه من التتويج مع الفريق بلقب كأس إيطاليا ولقبين بكأس السوبر، ثم تكرر النجاح مع الإنتر بالفوز بلقب الكالتشيو في العام الماضي، قبل أن يقوده لبلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين خلال النسخ الثلاث الأخيرة علمًا بأن قائمة النيراتزوري لا يمكن اعتبارها ضمن أندية الصفوة في ظل معاناة الأندية الإيطالية بشكل عام ماليًا، مما يضعف من قدرتها على التعاقد مع الصفقات الكبرى.
∙ لم يحتاج سيميوني للكثير من الوقت لوضع بصمته مع الهلال لاسيما على صعيد الانضباط الدفاعي الواضح الذي ميز أداء الفريق بالمونديال منذ مباراته الافتتاحية أمام ريال مدريد، بعدما أصبح الفريق يدافع ككتلة واحدة علاوةً على قدرته على شن المرتدات المؤثرة على مرمى منافسيه.
لا تملك الأندية العربية والإفريقية المشاركة تلك المميزات، فظهر كل من الترجي التونسي والوداد المغربي والعين الإماراتي بعيدين عن منافسيهم بشكل كبير، فيما اجتهد صن داونز الجنوب إفريقي قدر الإمكان في الوقت الذي افتقد فيه الأهلي المصري العقلية التي تؤهله لتجاوز الدور الأول رغم قدرته الفنية على تحقيق ذلك، ليبقى الهلال الممثل الوحيد للكرة الآسيوية والإفريقية في المونديال.