عندما لخص صلاح أزمة الأهلي بالمونديال !

عندما لخص صلاح أزمة الأهلي بالمونديال !
أطلق النجم المصري محمد صلاح تصريحًا تسبب في حالة من الجدل منذ ست سنوات مضت، عندما تحدث بوضوح عن افتقاد اللاعب المصرية للعقلية القوية التي تؤهله للمنافسة في المحافل الدولية بالمستوى المطلوب، مرجعًا ذلك لقصور واضح في العملية التعليمية للنشء منذ الصغر.

ربما شعر البعض وقتها بوجود نوعًا من التعالي في تصريحات نجم ليفربول الإنجليزي، حتى تحول الأمر لمادة خصبة في عالم "الكوميكس" و"الميمز" على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما أيد البعض الآخر ما صرح به صلاح بوصفه أيقونة الكرة المصرية الذي بلغ مرتبة لم يصل إليها أي لاعب مصري من قبله، وهنا سنحاول تحليل ذلك التصريح في ضوء مشاركة الأهلي الأخيرة بكأس العالم للأندية 2025:

1- الأنانية التي قتلت الأهلي مبكرًا

∙ العقلية الناضجة هي حالة ذهنية تميز الشخص القادر على التعامل مع الحياة بمسئولية ووعي، حيث تشمل تلك العقلية القدرة على تحمل المسئولية، والتحكم في العواطف، والتفكير المرن، والتعلم المستمر، والتعاطف مع الآخرين

∙ لم تكن تلك العقلية حاضرة على الإطلاق في لقطة احتساب ركلة جزاء للأهلي بمباراته الافتتاحية أمام إنتر ميامي، عندما أصر تريزيجيه على الفوز باللقطة وارتداء ثوب البطولة بتسديد ركلة الجزاء بدلاً من زميله وسام أبو علي صاحب الترتيب الأول بالتسديد ثم زيزو صاحب الترتيب الثاني، لتضيع الركلة ومعها فرص الفريق في حصد ثلاث نقاط ثمينة ببداية المشوار، بعدما انقلب الحال تمامًا بعدها لصالح الفريق الأمريكي في الشوط الثاني

∙ لم يمتلك تريزيجيه القوة الذهنية الكافية لتخطي آثار تلك الركلة الضائعة، فظهر عليه التشتت الذهني بوضوح في مباراتي بالميراس وبورتو، لتتسبب لقطة وحيدة في إقصائه فنيًا ومعنويًا عن أجواء البطولة رغم تراكم خبراته في الاحتراف !

2- الإيمان المفقود بالذات

∙ الإيمان بالذات هو الاعتقاد القوي بقدرات الفرد وإمكاناته، وهو أساس الثقة بالنفس والقدرة على تحقيق الأهداف، إذ يعزز الإيمان بالذات من العزيمة والإصرار ويساعد على مواجهة التحديات علاوةً على ارتباطه بشكل وثيق بتحقيق النجاح في مختلف جوانب الحياة.

∙ لم يصدق لاعبو الأهلي في قدراتهم بالشكل الكافي من أجل تحقيق الإنجاز التاريخي، فتشتت الفريق ذهنيًا في لقاء ميامي بعد ضياع ركلة الجزاء في نهاية الشوط الأول، وفقد الفريق تركيزه بالكامل في شوط المباراة الثاني أمام بالميراس ليتلقى هدفين متتاليين قبل أن يهدر الفريق فرصة الفوز التاريخي أمام بورتو بعد تقدمه في النتيجة أربع مرات رغم المستوى المتواضع الذي ظهر به منافسه

3- التفاصيل الصغيرة المهملة

∙ التفاصيل الصغيرة هو ذلك المصطلح الذي يشير إلى الأشياء ذو الأهمية القليلة والثانوية، والتي قد تكون ضرورية من أجل تحقيق الهدف الكبير والصورة الكاملة

∙ إذا كنت من متابعي مباريات الأهلي خلال مشاركاته العشر في كأس العالم للأندية، فستجد تكرارًا مذهلاً لسيناريو إهدار الفرص السهلة قبل أن تعاقبه الكرة باستقبال هدفًا عكس سير اللعب في النهاية، وهو ما يعني ببساطة قدرة الفريق على العثور على شخصيته الهجومية وتهديد مرمى منافسيه دون أن يترجم ذلك إلى أهداف، لتتسبب تلك التفصيلة في إبعاد الفريق عن حلمه الكبير في النهاية، فلم يبلغ الأهلي المباراة النهائية للبطولة مطلقًا في نظامها القديم قبل أن يفرط في بطاقة تأهل تاريخية إلى دور الـ16 بنظامها الجديد، ويكفي أن نشير إلى إهدار 6 أهداف محققة أمام بورتو في شوط المباراة الثاني فقط !

4- أساسيات الكرة المفقودة

∙ تشمل كرة القدم عدة عناصر أساسية يجب على اللاعبين تعلمها وإتقانها مثل التحكم بالكرة، التمرير، المراوغة، التسديد، اللعب بدون كرة، اللياقة البدنية، والتكتيك.

∙ تُبرز العناصر السابق ذكرها شخصية اللاعب الدولي في المحافل الكبرى، وهو ما ظهر بوضوح على بعض لاعبي الأهلي الذين شعرت الجماهير بتقديم مردودًا مختلفًا عما تراه منهم في المباريات المحلية والإفريقية، فكانت لقطة الهجمة المرتدة التي أهدرها حسين الشحات أمام ميامي بنهاية اللقاء خير دليل، مع لقطة مماثلة لأفشة في لقاء بورتو، في الوقت الذي أظهر فيه هدف بالميراس الثاني مجموعة من الكوارث الفنية في عملية الارتداد الدفاعي أثناء تنفيذ الفريق البرازيلي لمرتدة نموذجية !

∙ الأمر قد يبدو كارثيًا عندما تشاهد أداء المنتخبات المصرية في مرحلة الشباب والناشئين رغم التأهل إلى منافسات كأس العالم مؤخرًا في كلتا الفئتين إلا أن الفارق بات واضحًا أمام المنافسين، وهو ما يُنذر بنتائج سلبية لكلا المنتخبين، فالخلاصة أن الناشئ المصري لا يتعلم كل المهارات المطلوبة منه مبكرًا ليستفحل الأمر بعدها عقب وصوله للمرحلة العمرية الأعلى

∙ غياب أساسيات الكرة عند بعض اللاعبين مع الزيادة المبالغ فيها بالعقود والرواتب التي قد تتفوق على نظرائهم ببعض أندية الكالتشيو والليجا الإسبانية، تجعل من المشهد العام للكرة المصرية أيقونية للعبثية قد يعجز الكاتب الإيرلندي صامويل بيكيت نفسه عن تخيلها في أحد رواياته المسرحية !

تابع ايضاً

سجل حسابك واشترك فى مسابقات لايف 90 واعرف اخر الاخبار الحصرية

سجل حسابك وتابع دورياتك والفرق المفضلة لك واعرف اخر الاخبار بكل سهولة واشترك في المسابقات ورد من فرصة فوزك بأفضل الهداية

تسجيل الدخول