بات لمواقع التواصل الاجتماعي دورًا مؤثرًا لا يمكن تجاهله في صناعة كرة القدم بشكل عام في السنوات الأخيرة، فأصبحنا نشاهد أندية تحرص على ضم لاعبين من دولة معينة من أجل زيادة عدد متابعيها عبر المنصات المختلفة، وتحقيق المزيد من الأرباح دون أن يلغي ذلك الجانب الفني في تلك الصفقات بطبيعة الحال.
لم تعد كرة القدم تلك اللعبة التي تدور أحداثها خلال تسعين دقيقة بالمستطيل الأخضر، فهناك ملايين التعليقات والتغريدات التي تدور قبل المباراة وأثنائها وبعدها، بشكل لا يمكن تجاهله من قبل إدارات الأندية واتحادات الكرة في مختلف بلدان العالم، وهو ما انعكس بوضوح على زيادة معدلات تغيير المدربين، ولعل المنتخب الألماني هو النموذج الأبرز على ذلك؛ فالـ"مانشافت" كان عنوانًا للاستقرار الإداري على مدار تاريخه بتولي 10 مدربين فقط لتدريبه خلال 89 عامًا، قبل أن يتعاقب عليه 3 مدربين خلال الأعوام الأربع الأخيرة !
لقد جعل عالم مواقع التواصل الاجتماعي تجاربًا مثل "السير" أليكس فيرجسون مع مانشستر يونايتد الإنجليزي (27 عامًا) دربًا من دروب الخيال في وقتنا الحالي، وهو ما يعكسه واقع الأندية الأوروبية الكبرى، مما يجعل من الأرجنتيني دييجو سيميوني مدرب أتليتكو مدريد الحالي مغردًا خارج السرب باستعداده لبدء عامه الخامس عشر مع الفريق الإسباني !
تتجه أنظار عشاق كرة القدم صوب الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الجاري، في ظل إقامة بطولة كأس العالم للأندية بنظامها الجديد بمشاركة 32 فريقًا، وهو ما جعل جماهير الأهلي تترقب مشاركة فريقها في تلك البطولة لاسيما مع كونها العاشرة من نوعها وسط ارتفاع سقف الطموحات بإمكانية تحقيق شيئًا مميزًا تلك المرة لاسيما بعد التدعيمات القوية في الفترة الأخيرة إلا أن الآمال تبدو في طريقها لأن تذهب أدراج الرياح بعد تعادل سلبي محبط أمام ميامي الأمريكي وخسارة مستحقة أمام بالميراس البرازيلي، وهو ما فتح نيران النقد على المدرب الجديد خوزيه ريبيرو مبكرًا عبر مختلف منصات مواقع التواصل الاجتماعي !
لم يملك ريبيرو الفترة الكافية لتطبيق أفكاره مع لاعبي الأهلي لاسيما مع دخول بعض الصفقات الجديدة للتشكيل سريعًا، حيث شاءت الأقدار بأن تكون التجربة الأولى من خلال المحفل العالمي الذي يشهد احتكاكًا قويًا مع مدارس كروية مختلفة، دون أن نقارن ذلك بما فعله الهلال مع مدربه الجديد سيموني إنزاجي بالتعادل أمام العملاق الإسباني ريال مدريد في ظل امتلاك الفريق السعودي لقائمة من النجوم الذين يملكون خبرة اللعب في أعتى الدوريات الأوروبية من قبل، وهو ما لا يتوافر لدى اللاعب المصري الذي يفتقد تمامًا لعقلية المنافسة في البطولات الدولية بدليل السجل الباهت بالمشاركة في ثلاث نسخ من كأس العالم دون تحقيق أي فوز رغم الريادة على المستوى الإفريقي !
ينصح ستيوارت كوتيريل إخصائي الطب النفسي الرياضي بجامعة "وينشستر" الإنجليزية بضرورة وضع حدود واضحة لاستخدام الرياضيين لمنصات التواصل الاجتماعي من حيث حيث تقليص وقت تصفحها، ومحاولة البحث عن محتوى أكثر تنوعًا لتفادي التأثيرات السلبية للتعليقات المُحبطة والهجومية مع تفضيل الابتعاد التام عن تلك المنصات قبل الأحداث الرياضية الكبرى، لفرض المزيد من التركيز واللجوء للطبيب النفسي المختص في حال ظهور أعراض التوتر المرضي على الرياضيين الناجم عن ضغوط المقارنات بالآخر أو النقد السلبي إلا أن المتابع جيدًا لأحوال بعثة الأهلي بعد السفر للولايات المتحدة، سيجد أجواءً إعلامية صاخبة محيطة بالفريق بشكل أشبه بما حدث مع المنتخب المصري في مشاركته الكارثية بمونديال روسيا 2018 !
ربما لا يملك الأهلي حظوظًا كبيرة في التأهل لدور الـ16 بمونديال الأندية إلا أن الكرة لا تزال في ملعب اللاعبين بإمكانية تقديم العرض اللائق أمام بورتو البرتغالي في ختام الدور الأول دون النظر لأي حسابات أخرى !