هل فرض المال نفسه بقوة على كرة القدم؟

شارك عبر

هل فرض المال نفسه بقوة على كرة القدم؟
جاء تتويج فريقي باريس سان جيرمان وبيراميدز بلقبي دوري الأبطال في قارتي أوروبا وإفريقيا خلال 24 ساعة، ليطرح من جديد سؤالاً هامًا حول مدى سيطرة المال على كرة القدم في العقدين الأخيرين، وهنا سنحاول الإجابة على ذلك التساؤل:

لا غنى عن المال

∙ تلك حقيقة لا مفر منها، ظهرت بشكل واضح منذ بداية الألفية الثالثة، وقد نعود بالزمن للوراء قليلاً لنلمس مدى تأثر أندية ومنتخبات أوروبا الشرقية بانهيار النظام الشيوعي بعد تفكك الاتحاد السوفيتي في مطلع التسعينيات، وافتقادها للدعم المباشر التي كانت تتلقاه من الجهات الحكومية خلال تلك الحقبة، فتوارت منتخبات مثل روسيا ورومانيا وبلغاريا، وكذلك الحال لأندية مثل دينامو كييف، سسكا موسكو، ستيوا بوخاريست وبارتيزان بيلجراد، والتي كانت تمثل قوة لا يُستهان بها في كافة المسابقات الأوروبية

∙ جاء تراجع الكتلة الشرقية لأوروبا متزامنًا مع هيمنة واضحة للكتلة الغربية سواء على مستوى مسابقات الأندية أو المنتخبات باستثناء المنتخب الكرواتي الذي ظل وحده محتفظًا ببريق الأمل للحفاظ على هيبة شرق أوروبا

المال وحده لا يكفي

∙ بدأ الدوري الصيني تجربة فريدة عام 2012، بعدما أجبرت الحكومة أصحاب المصانع الكبرى على شراء الأندية مقابل وضع إعلاناتهم حول الملعب وعلى قمصان اللاعبين، لينجحوا بالفعل في استقطاب بعض الأسماء اللامعة وقتها مثل دروجبا،أنيلكا،تيفيز،أوسكار،هولك وغيرهم من اللاعبين مقابل أجور خيالية، وهو ما أثار غضب دول أوروبا الغربية وقتها حيث اتهموا الصين بانتهاج منهج رأسمالي متوحش سيتسبب في تدمير اللعبة !

∙ فشلت التجربة الصينية بشكل ذريع لعدة عوامل كان أبرزها غياب الهيكل التنظيمي القادر على إدارة اللعبة بشكل احترافي بالإضافة لضعف شعبية اللعبة في الصين وعدم وجود بنية تحتية كافية من الملاعب لتضيع مليارات الدولارات في الهواء،وهو ما دفع الحكومة إلى فرض العديد من القوانين الصارمة في محاولة للسيطرة على تضخم أجور اللاعبين بشكل خيالي لينتهي الأمر بانسحاب عدة شركات كبرى من عملية تمويل صفقات كرة القدم،مثل مجموعة سونينج التي اضطرت للتخلي عن ملكية نادي إنتر الإيطالي في مايو 2024.

إدارة المال العنصر الحاسم

∙  أنفق باريس سان جيرمان أموالاً طائلة منذ تولي القطري ناصر الخليفي رئاسة النادي عام 2011، ليهمن فريق العاصمة الفرنسية على المسابقات المحلية بشكل واضح إلا أنه فشل في تحقيق هدفه الأبرز برفع كأس دوري أبطال أوروبا، بالرغم من استقدام العديد من النجوم اللامعة على مدار تلك السنوات بشكل أثار العديد من الاتهامات المتعلقة بسياسة اللعب المالي النظيف للنادي، حتى تغير الحال بشكل واضح في الموسمين الأخيرين مع بروز دور المدير الرياضي لويس كامبوس في الابتعاد عن سياسة التعاقدات الضخمة والتركيز على سد احتياجات الفريق الحقيقية بضم العديد من المواهب الشابة أمثال دويه، نيفيش، باتشو، كفاراتسخيليا، مينديز مع الرهان على بعض العناصر المتعطشة لتحقيق الألقاب أمثال عثمان ديمبيلي وفيتينيا وجونزالو راموس، ليتحقق الحلم أخيرًا بأقدام تلك الكتيبة بمعدل إنفاق أقل من السنوات الماضية !

∙ طبق نادي بيراميدز سياسة مشابهة لما فعله باريس سان جيرمان في الموسمين الأخيرين، فعرف الفريق السماوي طريقه لمنصات التتويج في نهاية الموسم الماضي بعد تتويجه بلقب كأس مصر قبل أن يحقق الهدف الأغلى بكتابة اسمه ضمن قائمة المتوجين بلقب دوري أبطال إفريقيا، ليفتح النادي لنفسه أبواب العالمية بعدها بضمان مشاركته بكأس إنتركونتنتنال في الموسم المقبل مع حجز مقعده في النسخة المقبلة لكأس العالم للأندية عام 2029.

∙ إنفاق المال وحده لم يكن سبيل النجاح لباريس وبيراميدز في ظل اهتمام كلا الناديين بوضع استراتيجية طموحة للمستقبل تجلت في بروز دور قطاع الناشئين، فاستفاد نادي العاصمة الفرنسية من أكثر من لاعب في قائمته من ذلك القطاع أمثال باركولا، مايولو، إيمري ومباييه، ومن قبلهم كانت تجربة المدافع كيمبيمبي الذي صار قائد الفريق الثاني بعد البرازيلي ماركينيوس، فيما أثبتت النتائج الأخيرة لقطاع الناشئين ببيراميدز أن الفريق السماوي بات على نفس الدرب، بعدما قدم مجموعة مختلفة من اللاعبين لمنتخبات مصر في مراحلها العمرية المختلفة أمثال إبراهيم عادل، محمود صابر، أحمد عاطف "قطة"، أحمد فوزي، وهو ما يمنح مؤشرًا بأن ما قد تحقق هو مجرد بداية لطريق تثبيت أقدامه في السنوات المقبلة كقطب جديد للكرة المصرية والإفريقية.

تابع ايضاً

سجل حسابك واشترك فى مسابقات لايف 90 واعرف اخر الاخبار الحصرية

سجل حسابك وتابع دورياتك والفرق المفضلة لك واعرف اخر الاخبار بكل سهولة واشترك في المسابقات ورد من فرصة فوزك بأفضل الهداية

تسجيل الدخول